مثال المشاكل الزوجية، الحالة الثانية
الرجل يعود لمنزله ليجد زوجته في أحلى زينتها و الأكل بانتظاره، و الحمام جاهز و البيت منظم و كل شيء مرتب بعناية في مكانه و الأجواء كلها جيدة (على الأقل في نظر زوجته) لاستقبال سيد البيت الذي غاب عنه منذ الصباح.
لكن لسبب ما تجد الرجل يتذمر ثم يبدأ بالتعقيب وبعدها يبدأ بالبحث عن أي شيء ليفتعل جوّاً مشحونا يبرر انفعاله على زوجته وغضبه الشديد (وبالتأكيد غير مبرر) منها.
ثم يبدأ بالصياح والشتم والسب وربما الضرب وممارسة العنف الجسدي على زوجته وكأنما هناك أمر خطير اكتشفه عنها فجاء ليعاقبها عليه.
فيتسبب في حالة من الغضب الشديد بينه وبين زوجته التي بالتأكيد ستكون منهارة ومفجوعة والأكثر أنها ستكون مصدومة لتصرفات زوجها الذي تحبه ولا ترغب إلّا في إرضائه وحنانه عليها.
هذه الزوجة ستتربص لأول فرصة لتترك بيتها غضبانة، و هو بالتأكيد سيخرج من البيت زعلان ربما ليبرر لنفسه أنه محق و أن عش الزوجية لم يعد بالمكان المريح بالنسبة له… إلخ من الأمور التي ستتعاقب بعد هذه الحادثة.
وسواء كانت أول مرة تحدث أو أنها تكررت قبلاً عدة مرات، فهي ستنتهي بمشكلة كبيرة ستؤدي إلى التباعد وقطع الروابط والانفصال ومن تم الطلاق أو الهجران.
ملحوظة هامة:(هذه الحادثة رويناها و جعلنا الرجل فيها المتسبب فقط لنوضح الفرق بين الحالتين إذ أننا بدأنا في المثال الأول برجل، فلا يعني هذا أن الرجال هم دائما المبتدئين أو المتسببين في الخلافات و المشاكل الزوجية، رغم أننا نقر بأن للرجل المسؤولية الأولى في حل الخلافات بالحكمة و الصبر مع زوجاتهم).
لنناقش الحادثتين
نلاحظ بأن المشهد الأول طبيعي للغاية (حتى إننا نزعم أن الطفل الصغير إذا جاء من المدرسة و لم يجد ما يأكله مثلا لصال و جال و أحدث جلبة مع أمه)، ففي هذا المشهد، رد الفعل متوقع و حدته تتفاوت بحسب طبيعة الأشخاص، فالزوج الرزين ردة فعله ستكون مختلفة عن ردة فعل الزوج المنفعل و ستختلف عن الزوج المتسامح و غيرها تماماً ستكون للزوج السريع الغضب…
أما في المشهد الثاني، فإننا أمام موقف غريب يثير العديد من التساؤلات، و أول و أهم سؤال سيكون: ما سبب هذا التوثر؟
إن المشهد الثاني يعطينا لمحة عن نوع من المشاكل بين الزوجين ذي طابع مميز إذ أن المشكلة تشكلت في ظروف لا يمكن أن تنتج خلافا بسيطا فما بالك بمشكلة.
إذاً هناك سبب، و هذا السبب بالضرورة يجب أن يكون غير طبيعي و غير عادي. فما تراه يكون.
في أغلب الدراسات و الحالات الروحانية التي يعالجها الشيخ الروحاني المغربي في رد الزوجة واسترجاع الزوج الغضبان والزوج الذي هجر بيته أو طلق زوجته و رد المطلقة و الزوجة الهاربة من بيت زوجها أو الغضبانة في بيت أهلها…
في كل الحالات التي تعامل معها الشيخ الروحاني المغربي وعالجها بعمل محبة وتهييج للصلح بين الزوجين و رد الزوجة واسترجاع الزوج تبين أن حالات الفراق هاته والخلافات التي أدت إلى الانفصال وهروب الزوجة وهجر الزوج لزوجته…
كلها تكون لسبب من الأسباب التالية:
السبب الأول
مرض روحاني من ضروب الجنون و المس الشيطاني أو المس العاشق (و الرجال و النساء سواء في ذلك)
السبب الثاني
آفة السحر بجميع أنواعه وسواء كان مقصودٌ به الزوجين أو غيرهما من الأزواج، كسحر التفريق بين الزوجين (المذكور في القرآن)
و سحر الربط (كأن يُسحَر رجل لربطه عن زوجته و تُسحَر امرأة لتربط عن زوجها فيكون مثلا الهجر في الفراش و الضيق في المعاشرة و الكراهية و الرفض المطلق للطرف الآخر)، وكلها أعمال سحر تستخدم السحر الأسود و السحر السفلي و السحر اليهودي القديم بأشكاله المتعددة كالسحر المدفون و السحر المرشوش و السحر المعلق و السحر المأكول و السحر المشروب.
السبب الثالث
الحسد و العين و النظرة، و هذه الثلاثة تكون معاً تصيب أي زوجين يكونان متناغمين و سعيدين في حياتهما مع بعض، وهو ما قد يثير حفيظة حاقد حاسد لا يقدر على رؤية شخصين يعيشان حياة سعيدة خالية من المشاكل و خصوصاً إذا كان هو تعيس في حياته (كأن تحسد امرأة أختها مثلا على هنائها في زواجها مع زوجها و هي تعاني من سوء معاملة زوجها أو تكون لم تتزوج بعد إلى غير ذلك).
غير أننا نؤكد على أن هذا السبب قليل الورود في الحالات التي عالجها الشيخ الروحاني المغربي في رد الزوجة واسترجاع الزوج.
السبب الرابع
و آخر الأسباب يكمن في طبائع البشر و السلوكات الإنسانية التي تزيد عن حدها و تظهر بشكل مبالغ فيه، ومن أهمها الغيرة و الشك و الهوائية و المزاج المتقلب و الاكتآب و انعدام الثقة في النفس.
أعمال جلب الحبيب السريع في عمل محبة قوية بين الزوجين لحل المشاكل الزوجية.
و علاج هجر الفراش و الفتور و البرود الجنسي بين الزوجين.
و نقص محبة الزوج لزوجته و الزوج الذي يفقد حنان زوجته عليه و محبتها له.
و كل التغيرات السلبية التي تطرأ في حياة الأزواج بعد فترة من الزواج و المعاشرة حيث يبدأ الحب يتلاشى و تقل الحنينية بين الزوجين.
و حل الأزمات العاطفية بين الزوج و الزوجة الناتجة عن هذه التغيرات.
أظهار الإبتساماتإخفاء الإبتسامات